قلعة صحار بتصميمها المعماري هي وجهة من أهم وأبرو وجهات السياحة في صحار وفي عمان كلها. إضافةً إلى جمالها الطبيعي الخلاب الذي ساهم فيه موقعه المدهش المستشرف بحر عمان بأفقه البعيد.
لا تستمتع بجولة السياحة في عمان دون زيارة أحد أبرز اماكن سياحية في صحار والأكثر شهرة وقضاء يوم رائع داخل وفي محيط هذه القلعة الشامخة البديعة.
موقع قلعة صحار
تمثل قلعة صحار حصنًا حصينًا للسلطنة العمانية من ناحيتها الشمالية، وذلك من خلال موقعها في طرف المدينة الجنوبي فوق ربوة مرتفعة تستقبل بحر عمان.
مما سهل عملها في الدفاع عن البوابة الشمالية للسلطنة التي تمثلها محافظة شمال الباطنة العمانية. وهي التي تبعد نحو 220 كيلومتر عن العاصمة مسقط.
كما أسهم موقع قلعة صحار من الناحية التاريخية؛ أنه أضاف للقلعة دورًا تجاريًا بارزًا على دورها العسكري الدفاعي في أزمنة الحروب.
حيث كان على مر العصور الميناء الرئيسي للشمال العماني ككل ومنه توالت العلاقات التجارية استيرادًا وتصديرًا لأهم وأشهر الدول والممالك العربية والعالمية.
كما يُمثِّل هذا الموقع حاليًا انطلاقة سياحية كبيرة؛ بتوسطه أهم وأبرز مراكز الترفيه والخدمات بالمدينة. مما يسهل على زوار المدينة تخطيط يوم جميل مشتمل على عدة أنشطة وممارسات متعددة المستهدفات.
تاريخ القلعة
أوضحت الحفريات التي أُجريت في موقع قلعة صحار بالعام 1980م على يد نخبة عرب وغربيين من المؤرخين والجغرافيين أن تشييدها يعود لنهايات القرن الثالث عشر الميلادي وبدايات القرن الرابع عشر.
حيث رُجح قيام أمراء هرمز ببنائها إبان عصر ملوك بني نبهان لكي تكون حصنًا عسكريًا يتم من داخل جدرانه الدفاع عن المدخل الشمالي للسلطنة ضد الغزوات القادمة من ناحية البحر بعد رصدها من خلال الأبراج الشاهقة
وفي نفس الوقت تكون ملاذًا آمنًا يحتمي فيه سكان المنطقة، لا سيما مع الأسوار الحجرية المرتفعة. ومع تشييد وتأسيس كافة مستلزمات العيش الآمن بداخلها أثناء التعرض للحصار، وبخاصة آبار المياه الصالحة للشرب.
كما شهدت القلعة على كثير من الأحداث المفصلية، خاصةً بعدما اتخذها القائد البرتغالي “جواو دي سوزا” مركزًا للعمليات البحرية. وأدخل على تصميمها المعماري في العام 1621م العديد من الإصلاحات والترميمات والإضافات.
وأبرزها تقوية المبنى بالطوب وتشييد برجين جديدين بالجهة المقابلة للبحر. كما ظلت القلعة مقرًا للبرتغاليين حتى العام 1643م. حيث انتزعها منهم الإمام “ناصر بن مرشد اليعربي” وطردهم عقب حصار طويل.
كما أن قلعة صحار أيضًا لعبت دورًا تجاريًا مثاليًا في حياة مدينة صحار من ناحية. وفي حياة السلطنة كلها من ناحية أخرى؛ فكما هو معروف كانت مدينة صحار الأهم والأبرز عربيًا وعالميًا في استخراج النحاس قديمًا.
حتى إن تلك الشهرة هي من ساهمت في إطلاق اسم “مجان” على مملكة عُمان، وهي لفظة فارسية تعني جبل النحاس.
وفق ذلك أُعدت قلعة صحار كمرفأ بحري يربط بين السلطنة وبين مختلف الموانئ العربية، وأولها الخليجية والفارسية بالطبع. وكذلك الموانئ الصينية والهندية والأفريقية.
حيث أُسند للقلعة مهام تصدير كنوز وخيرات السلطنة إلى كل تلك الدول والممالك، مما جعل من مدينة صحار معبرًا ومركزًا تجاريًا ذو حظوة ومكانة في العالم القديم. بل وكانت من أغنى المدن العربية ومقصدًا للتجار وأصحاب رؤوس الأموال من كل أصقاع الأرض.
افضل أنشطة عند زيارة قلعة صحار
كل هذا التاريخ العريق يحقق حيوية وتعددية للأنشطة والممارسات التي تتاح لضيوفها، والتي من أبرزها:
- مشاهدة عمارة القلعة العسكرية الشاهقة والبديعة، والتي ترتفع فيها الأسوار الدفاعية لحوالي 45 متر. مع التقاط مئات الصورر التذكارية في كل ركن من أركانها المهيبة. وبخاصة عند الصعود إلى واحد من أبراج المراقبة والرصد الخمسة بارتفاعاتها المهولة وإطلالاتها الساحرة على البحر.
- الارتواء من أحد آبار قلعة صحار العميقة، والتي لا زالت صالحة للشرب حتى الآن. مع التعرف على الآلية الميكانيكية التي كانت تستخدم قديمًا لاستخراج المياه منها.
- زيارة قبر السيد “ثويني بن سعيد بن سلطان” حاكم عمان في الفترة ما بين 1856م و1866م. مع الكثير من المتعلقات الشخصية والأواني الفخارية والملابس وأدوات الزينة الخاصة.
- الدخول إلى عدد من المنازل العتيقة التي ما زال بعضها باقي داخل أسوار القلعة حتى الآن والتعرف على عمارتها ومعايشة واقع سكانها القدامى.
- عبور النفق المشيد أسفلها بطول 10 كم في اتجاه الغرب. والذي كان منفذها الوحيد للدخول والخروج أثناء التعرض للحصار.
- الاستجمام في الهواء الطلق في ساحة قلعة صحار المفتوحة والممتدة حتى البحر. وقد كانت في السابق مركزًا للمواكب الملكية والاستعراضات العسكرية.
متحف قلعة صحار
من أبرز أنشطة زيارة قلعة صحار وأكثرها استقلالية التجول في متحف قلعة صحار الذي تأسس بالقرار السلطاني في العام 1993م.
حيث تحولت ثلاثة طوابق كاملة بالقلعة إلى متحف يتناول كافة الجوانب التاريخية والأثرية والعسكرية والتجارية للمدينة، ولعل أبرز معروضاته:
- مقتنيات من النحاس تشرح تاريخ العلاقة التجارية بين صحار ومقاطعة كانتون الصينية.
- آلاف القطع الحجرية والمعدنية التي عثرت عليها بعثات التنقيب التي تتابعت على المنطقة منذ ثمانينيات القرن العشرين.
- كما يوجد قاعة خاصة بكامل أدواتها ومعداتها التراثية كانت قديمًا المقر الرسمي لأعمال غسيل الملابس والأواني. وكذلك للاستحمام، المميز فيها الجدول المائي الضيق المتدفق في منتصفها إلى الآن بالماء العذب.
- كما تجدون خناجر وأسورة نحاسية مكتشفة بأحد قبور منطقة عبري تعود لنحو 2000 عام قبل الميلاد. وكذلك سبائك نحاسية أحدها تزن 1700 جرام تعود للألف الثالثة قبل الميلاد.
- صخور ومعادن تشرح التاريخ الجيولوجي للمنطقة منذ ملايين السنين.
- قاعة خاصة تضم المقتنيات والمتعلقات التي تتناول أسطورة الملك جوديا مع تمثال حجري متوسط الحجم للملك.
- كما تعرض خرائط وعملات نقدية ومسكوكات يرجع بعضها للقرن السادس الميلادي.
- نسخة أصلية رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لملوك وأهل عمان والتي يدعوهم فيها لدخول الإسلام. وهي الرسالة التي حملها عمرو بن العاص وأبو زيد الأنصاري رضي الله عنهما.
مواعيد الزيارة قلعة صحار
تفتح قلعة صحار أبوابها لجمهور الزوار في الأيام من الأحد إلى الخميس كل أسبوع، من الساعة 8:00 صباحًا حتى الساعة 1:30 ظهرًا.
المصدر: سكن