سواءً كنت مالك منزلًا أو تسكن في إحدى شقق للايجار في مسقط بأيٍ من أو مدن عمان . فإن تصميم المنزل الخاص بك هي عملية هندسية وفنية دقيقة التفاصيل. كما أنها واحدة من المهام المعمارية التي لا تكفي فيها الدراسة الأكاديمية المنهجية.
بل تحتاج أيضًا إلى مصمم منزل يتمتع بالذوق الرفيع. وشغوف بتركيبات الألوان وأثرها على الحالة النفسية. والأهم أن يكون متابع جيد لكل ما هو جديد في عالم الديكورات مخططات ومصنوعات.
يزاد على ما سبق ذكره؛ أنه في حالات خاصة لابد ألا ينفصل تصميم منزل ما عن أجواء عامة تفرضها البيئة المحيطة بالمنزل. أو أن يتماهى مع روح ثقافة المكان وتراثه.
نصائح تساعدك في عملية تصميم المنزل
عمليات تصميم المنزل بدايةً من التخطيط، ونهايةً بالتنفيذ. واحدة من أهم مراحل التشييد والبناء. بل وتلعب دورًا أساسيًا ومحوريًا في إبراز جمال ورونق التخطيط والتنفيذ المعماري للمبنى. أو إنها مِعول يبخس المنشأة جمالها ويتسبب في شعور عام بالنفور.
على أثر ذلك؛ اخترنا أن نقدم لكم دليل شامل تتعرفون من خلاله على أهم عناصر تصميم المنازل الجذاب والمبتكر. وفي السياق نستعرض مجموعة من الأخطاء الأكثر شيوعًا والناجمة عن استسهال مقيت.
البداية عند مخطط التشييد الخرساني
تصميم بيت الأحلام لا يعنى بمراحل تخطيط وتنفيذ ديكورات المنزل الداخلية وحسب. بل إن هذه الديكورات الداخلية حصيلة تجميلية قائمة على المخطط الهندسي الأساسي للمبنى.
فإذا تخيلنا مثلًا رداءة في استغلال مساحة المنزل منذ لحظة وضع الرسومات الهندسية الأولى. ورداءة في توزيعات الغرف والأركان الداخلية على هذه المساحة. فهنا الديكورات وإن حسَّنت من الشكل الداخلي العام للمكان. إلا أن راحة ورفاهية السكن نفسها منعدمة.
على هذا الأساس؛ يصبح إسناد مهام إعداد الرسومات الهندسية والمخططات الإنشائية لمهندس معماري صاحب خبرة وكفاءة أولوية قصوى. وعنصر حاسم من عناصر الوصول إلى تصميم المنزل الفعال شكلًا، وكذلك مضمونًا.
تصميمات المنازل العشوائية
تصميمات المنازل علم فني تقني معاصر، يتعلم منه مهندس العمارة المستقبلي كيفية دراسة شخصية المكان وشخصية المالك. وكذلك الموازنة بين الأبعاد الهندسية والتوزيعات المكانية التي بين يديه.
كل ذلك لكي يخرج في النهاية بمخطط تنفيذي قابل للتطبيق أولًا، ويتماشى مع الأجواء العامة المحيطة ثانيًا. وثالثًا والأهم مشبع لتطلعات ورغبات وميول مالك المنزل، المعيشية والنفسية.
الخطأ الشائع هنا يتفرع إلى تصنيفين رئيسيين، الأول: إغفال قيمة الاستعانة بمهندسي العمارة المتخصصين. والشروع بتنفيذ الديكورات الداخلية واختيار الألوان بصفة شخصية.
أو على أحسن تقدير الاكتفاء برأي العمال الفنيين لمجالات النقاشة ونجارة الأثاث… وهكذا. وينبني الخطأ الثاني على واقع الخطأ الأول. حيث تُختار ديكورات المكان على نحو عشوائي.
غير متسق وغير متناسق؛ فكل ما هنالك أن يتخير الفني أو مالك المنزل ألوان وخطوط ديكورات حديثة أعجبتهم في تصميم بيت آخر. رآها فأعجبته، حتى ولو لم ترتبط تلك الخطوط برابط فني أو هوية بصرية محددة.
لا تختار للإبهار وحسب
يرى البعض أحيانًا أنه كلما زاد في عناصر الإبهار عند تصميم المنازل والديكورات الداخلية له. كلما نال استحسان الضيوف؛ فينحى بداعي وبغير داعي إلى تنفيذ أشكال ضخمة من الجبسون بورد في كل ركن وكل غرفة.
زيادة نقاط الإضاءة الصناعية في كل مكان، مع تنويع فج لألوان تلك الإضاءات على نحو يرهق العيون مع الاستخدام. تخير من الألوان كل ما هو فاقع وصارخ.
كل هذه الخيارات لابد وأن يحكمها رابط فني، وأن ترتكز على القيمة الجمالية المبتغاة من استخدام الغرفة أو الركن مستقبلًا. وألا تحيد عن شخصية المكان ميول أصحابه. وأن تضفي تألق على مساحة المنزل وتسهل العيش فيه. ولكن أن تختار للإبهار وحسب؛ فهو ما لا يمكن التجاوب معه.
التشطيبات المبعثرة
إذا اتجهنا صوب الآليات التنفيذية الصحيحة والراقية في تصميم المنزل فإن الابتعاد نهائيًا عن بعثرة التشطيبات أول مراحل التنفيذ الهامة. فلن تستقيم العيشة الهنية في منزل عصري جميل التصميمات والديكورات. في ظل وجود أسلاك كهربائية وتوصيلات للهواتف والانترنت على الجدران ومرئية لسكان المنزل.
بل يشترط إخفاء كل ذلك بداخل الجدران أو في بيوت الكابلات المخصصة لهذا الغرض. ومن ثَم لا يُرى من الجدران سوى اللون والجداريات المُنفذة عليها لكيلا تُبغض العين مرْآها.
عند تصميم المنزل لا تُهمل الراحة في سبيل الأناقة
ليس معنى إيجاد تصميم منزل عصري ومبتكر وجميل الحشو الزائد في الأشكال والصور التجميلية على نحو تختفي معه الراحة السكنية. كما ينطبق هذا الأساس التخطيطي على حشو أثاثات في غير محلها بحجة شكلها الجميل أو أناقتها.
كما هو الحال مع الرسومات وكمية اكسسوارات الزينة بالغرفة. بل إن تفاصيل الديكور الداخلي لكل غرفة دومًا تجمعها نسب هندسية.
التأثيث القاتل للفراغات
بما أننا نتحدث عن الحشو العشوائي؛ فلابد من الأخذ في الاعتبار أن تصميم المنزل الرديء هو الذي تختفي معه الفراغات في المكان. وعادةً ما يحدث ذلك من عملية تأثيث عشوائية تحشر كل ما يتصل بطبيعة الغرفة.
حتى وإن لم يُستخدم؛ فنجد البعض يزيد في زينة غرفة الضيوف بالأثاث والمناضد والحليات على يمين ويسار الكنب وفي المنتصف. حتى تصاب الغرفة بالتخمة. وتختفي فيها مساحة فراغ تعطي رؤية أوسع للعين وتسهل عبرها الحركة.
الإضاءة الطبيعية
نرى في بعض تصميمات المنازل الحديثة تعمد إهمال الإضاءة الطبيعية، للدرجة التي قد يستغنى فيها نهائيًا عن كل/بعض نوافذ الغرفة بوضع قطعة أثاث ضخمة أمامها.
بحجة أن الإضاءة الصناعية كافية، وهو خطأ شنيع ذو أضرار مباشرة على الصحة البدنية والصحة النفسية لرواد المكان. كما أنه يقدح في الجمال المرئي. الإضاءة الطبيعية تجديد لحيوية المكان، كما أنها مبعث الطاقة الإيجابية لرواده.
تناسق الألوان
فيما يخص الألوان؛ فإن فنون العمارة تطلعنا بالعديد من الطرق والمرتكزات التي يجب أن تختار معها. فهناك الألوان الحيادية الصالحة لكل زمان ومكان وغرض استخدامي مستقبلي.
وهنالك الألوان التي تعبر عن طبيعة الغرفة والمستهدف من استعمالها في المستقبل. أبرز أمثلة ذلك غرف الأطفال مثلًا؛ التي تختار لها عادةً ألوان طفولية تضفي سعادة وبهجة وتمحق الكآبة لنمو صحي جسماني ونفسي للنشء.
وهنالك الألوان التي من خصائصها إضفاء شعور بالاتساع والمساحة الكبيرة. وهي الأولى استعمالًا مع الغرف الضيقة، وهكذا مع باقي الغرف والأركان المخصصة للمعيشة، للضيوف، للطعام، للنوم.
إذًا؛ من عناصر تصميم المنزل للعائلة وبشكل راقي؛ الاختيار المتناسق للألوان. متناسق مع الغرض التشغيلي للركن أو الغرفة، متناسق مع الأبعاد الهندسية للمكان. والأهم متناسق مع بعضه البعض من ناحية، ومع محتويات الغرفة من أثاثات واكسسوارات من ناحية أخرى.
اكسسوارات الديكور
لا تعتبر اكسسوارات الديكور في كل مخطط تصميم المنزل العصري احترافي من الكماليات، أو تحصيل حاصل. أو أنها تُترك لحين العثور على اكسسوارات جيدة أو رائعة أو ثمينة.
على العكس من ذلك تمامًا؛ فالاكسسوارات عنصر من العناصر الأساسية في تصميمات الديكور. سواءً للمنازل أو للمنشآت العامة والخدمية والإدارية. ولذا يعمل حسابها عند التخطيط، وتنتقى وفق أحدث الصيحات. وبألوان وأشكال تتماشى مع المخطط العام للمكان، مع مراعاة تعبيرها عن شخصيته والمنوط به للاستخدام.
وتنسحب هذه الدقة والاحترافية على جميع أنواع الاكسسوارات، بدءً من المفرش الصغير الموضوع على المنضدة. وصولًا إلى التشكيلات الجدارية على الحوائط. مرورًا بالصور والبراويز والانتيكات والتحف والمزروعات الطبيعية والصناعية والسجاد والموكيت.
شخصية الديكور
تصميم المنزل الجميل والعملي هو صاحب الشخصية الفريدة، الغير متشابه مع تصميمات أخرى. وقد تتشكل هذه الشخصية بوحي من نفسيات سكان المنزل. أو من أجواءه المحيطة، المهم أن يصبح ذو شخصية متسقة المعالم.
كما اختار المالك أجواء الديكورات المودرن، ينبغي أن تطبق تفاصيل هذا النوع على كافة العناصر. والعكس بالعكس مع الديكورات الكلاسيك. أما التقلب بينهما يخرج بتصميمات رديئة الطلّة لا محالة.